نددت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأربعاء، بالهجمات "الوحشية" الأخيرة التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة، داعية إلى استعادة وقف إطلاق النار فورا وعدم استئناف "حملة التدمير والقصف المروع".
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية كلير ماغون، في بيان: "نشعر بالفزع إزاء الهجمات التي شنتها إسرائيل على سكان غزة، ما أدى إلى كسر وقف إطلاق النار الذي دام شهرين تقريبا".
وأضافت: "فوجئ موظفونا بالوضع ووجدوا أنفسهم مرة أخرى مضطرين إلى التعامل مع تدفقات الإصابات الجماعية، وكثير منهم أطفال".
وأشارت المنظمة إلى أن فرقها بغزة استقبلت مئات الجرحى الفلسطينيين حيث فارق كثير منهم الحياة فور وصولهم إلى المرافق الطبية.
ومنذ فجر الثلاثاء، كثفت إسرائيل فجأة جرائم إبادتها الجماعية بغزة، بشن غارات جوية عنيفة على نطاق واسع استهدفت المدنيين، ما أسفر عن "404 شهداء وأكثر من 562 إصابة"، وفق وزارة الصحة بالقطاع.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي، فإنه تم توثيق مقتل 174 طفلا و89 سيدة و32 مسنا بمجازر الثلاثاء ضمن المحصلة الإجمالية للقتلى.
وأوضحت ماغون أن إسرائيل "اختارت مرة أخرى معاقبة شعب غزة بشكل جماعي، حيث تتبع هذه الطريقة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بموافقة صريحة من أقرب حليف لها الولايات المتحدة".
وذكرت أن العقاب الجماعي الحالي للفلسطينيين في غزة يتم عبر "قصف مكثف لم يسبق له مثيل منذ المراحل الأولى من الحرب".
وأدانت ما تعرض له الفلسطينيون على مدى أكثر من 15 شهرا من حرب الإبادة، وحتى قبل سريان اتفاق وقف النار في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، من "قتل وتشويه وإصابة وتشريد بشكل عشوائي".
وأعربت عن خشية منظمتها من أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة "الوحشية" وأوامر الإخلاء قد تنذر بـ"بدء مرحلة جديدة من العمليات العسكرية بغزة".
وقالت عن ذلك: "لن يتمكن الفلسطينيون في غزة ببساطة من تحمل عملية جديدة، لا جسديا ولا نفسيا، وآمالهم في استعادة جزء على الأقل من حياتهم السابقة تتحطم".
والأربعاء، جدد الجيش الإسرائيلي إنذاره للفلسطينيين بغزة بإخلاء بلدة بيت حانون بمحافظة الشمال وخزاعة وعبسان الكبيرة والجديدة في خان يونس جنوب القطاع.
وأشارت ماغون إلى أن الفلسطينيين بغزة ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار "كافحوا من أجل ترميم أساسيات حياتهم اليومية بعد حملة عسكرية مدمرة طال أمدها، وقضت على نسيج المجتمع في غزة".
ودعت المنظمة إلى "استعادة وقف إطلاق النار على الفور وعدم استئناف إسرائيل لحملة التدمير والقصف المروع الكثيف على سكان غزة".
كما طالبت برفع الحصار عن القطاع وتمكين الفلسطينيين من "الوصول غير المقيد للإمدادات والمساعدات الأساسية"، إلى جانب السماح للمصابين والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة بالسفر للعلاج شريطة منحهم حقهم في العودة الآمنة والكريمة.
وتعد هجمات الثلاثاء أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في يناير الماضي.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية منازل مأهولة ومراكز إيواء وخيام نازحين، ما أدى إلى دمار واسع ومعاناة إنسانية غير مسبوقة.
ومطلع مارس/ آذار 2025، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير الماضي.
وتتنصل حكومة بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى لإطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.
في المقابل، تؤكد "حماس" التزامها بتنفيذ الاتفاق وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 161 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. |