الشفافية والنزاهة داخل القطاع الصحي الموريتاني2:
الثلاثاء, 15 يوليو 2014 17:09

مركز دار النعيم الصحي تحت الأضواء 2

 

أحمدو ولد محمد احمد ولد إياهي

 

تقوم وزارة الصحة بتنفيذ مشروع نموذجي  لتكريس النزاهة والشفافية داخل بعض المرافق الصحية التابعة للقطاع في إطار خطة  تتبع مجموعة من الإجراءات تتمحور حول أبعاد : تهم تطوير الحكامة وتنمية الشفافية ، وتحسين تدبير الموارد البشرية ،وتحسين استقبال  المرضي داخل  المرافق الصحية وتحسين الأداء وجودة الخدمات وتيسير الولوج إلى المعلومات .

 

 وتحقيق مرامي  هذه الأبعاد قد يساعد إلي الوصول الي غاية الطب الأساسية في تخفيف آلام المريض وفي مساعدته على التمتع بحياته بشكل إيجابي رغم المرض ،وينعكس إيجابا علي التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد ، ذلك أن جودة الخدمات تؤدي الي زيادة الإنتاج والي رفاه المجتمع .مما يتطلب العمل علي وضع آلية  لمراقبة الأداء الصحي  ومحاولة إصلاح الخلل لأن القضاء علي سلبيات سوء الخدمات الصحية يعد عملية هامة ذات مرودية علي التنمية .

وفي هذ النطاق  تعمل وزارة الصحة على  تهيئة المناخ  الملائم  للتحسين من جودة  الخدمات الصحية  في إطار الخطة  الوطنية لتكريس الشفافية والمزيد  من النزاهة داخل المنشآت الصحية بالتعاون مع المرصد الموريتاني  لمحاربة الرشوة ومع شركائها في التنمية ، وتطبيقا لسياسة الدولة الرامية الي تكريس الشفافية والى محاربة الفساد  الذي ينخر المؤسسات ويوهنها.

 

صحيح أنه من أجل أن  تكون المؤسسات نزيهة وقوية  ومستجيبة لحاجات الناس ، عليها أن تكون شفافة وأن تعمل وفقا لسيادة القانون. فإصلاح المؤسسات وجعلها أكثر كفاءة ومساءلة وشفافية ركن أساسي من أركان بناء المؤسسات القوية القادرة وذلك لكون الشفافية نقيض السرية وتنطوي على حرية تدفق المعلومات بحيث تكون المؤسسات والعمليات في متناول المعنيين بها؛ وتتجسد أهمية الشفافية  في جملة من الأمور منها  الحد من الفساد ومكافحته  والتقليل من الغموض و الضبابية و زيادة الثقة بين الرئيس والمرؤوسين وترفع من درجة الرقابة الذاتية، وتسهيل عملية التقييم للأداء وقد تؤدي الشفافية الي الديمقراطية الناجحة  المكرسة لمبدأ المساءلة.

 

لكن للشفافية متطلبات يجب توافرها  تتمثل في  وجود مجتمع مؤسسي والتقليل من السياسات الفردية؛و مراجعة الأنظمة والقوانين وتوضيح نصوصها وفقراتها؛ وتعليمات تسمح بالوصول إلى المعلومات التي تتطلب إصلاح سوء التصرف وبشكل رسمي؛ التعيين في الوظائف على أساس الكفاءة والقدرة؛ وجود أجهزة رقابة مالية وإدارية مختصة؛تبسيط إجراءات العمل؛و وجود نظام اتصال فعال؛ والتعامل المباشر مع الناس وزيادة الحوار والنقد البناء وفي هذا المضمار يأتي مشروع الإعلام وتدارك الرشوة :-[حملة  اعلامية  لإنتاج دعامات  لترقية الشفافية داخل 3 منشئات صحية عمومية في انواكشوط ]  - والذي يهدف الي زيادة  الحوار البناء بين جميع الأطراف المعنية سبيلا إلي ترقية أداء هذه المنشئات ، ويوطد الثقة المتبادلة بين الإعلاميين ورجال الصحة  مما سيعززمن ترقية النزاهة والشفافية ويساعد علي تحقيق جودة خدماتها ويجعلها قريبة وفي متناول المرتفقين .  

 

وفي مقال سابق لنا  تعرضنا  بشكل مفصل للتعريف بالمشروع وأهدافه وسلطنا الضوء علي مركز دار النعيم الصحي  وعلي الخدمات التي يقدمها  والمصالح التي تؤدي تلك الخدامات ، وفي مقالنا هذا  نواصل  تسليط  المزيد من الضوء  علي المركز الصحي علي أمل  المساهمة في رسم خارطة  تساعد علي تكريس المزيد من النزاهة و الشفافية من أجل أداء أفضل وتقريب الخدمات الي مستحقيها .

 

وخلال زيا رتنا هذه للمركز  إلتقينا ببعض المواطنين ووثقنا شهاداتهم ، كما أجرينا الحوار التالي  مع الدكتور والطبيب الرئيس للمركز السيد لمرابط  ولد محمد مولود والذي استهل حديثه لنا  بالقول إن  مركز دار النعيم  الصحي كسائر المستوصفات  في البلاد  يقدم خدمات علاجية  ووقائية  وتشخيصية  ضرورية  بشكل أيسر  وأسرع من المستشفيات ومن العيادات ، فالمستو صفات  يقول  الدكتور لمرابط تختص بتقديم خدمات  لاتوفرها المستشفيات  تتمثل في الخدمات الوقائية : التلقيح  ومتابعة الحوامل  والتغذية والصحة الانجابية  ومتابعة أمراض السل ،كما تقوم  بدور التثقيف الصحي  يوميا وشهريا  في بعض الأحيان يضيف الدكتور ، وأنتم لاشك اصبحتم تعرفون مركز دار النعيم الصحي  والخدمات التي يقدم  وقد اطلعت مؤخرا علي تقريركم المفصل والجيد الذي نشرتم في الصحافة عن المركز ومصالحه والخدمات التي يقدمها. وعن سؤال عن عدد المترددين  لا يتناسب مع عدد المصالح بالمركز  وتنوع خدماتها، قال الطبيب الرئيس:  هناك بعض المصالح تعمل بكافة طاقتها  ومنها  ما تعمل دون ذلك: مثل طب الأسنان  والأمومة وذلك يعود الي  أسباب منها عدم علم الناس، وقرب مستشفى زايد  والعقلية السائدة :أن المستوصفات  لاتمتلك من المصالح والخدمات ما يؤهلها لخدمة المرضي  وإن كانت أمراضهم  بسيطة ، وهذا غير صحيح ، فأنت عند ما تزور بعض  المستشفيات  تلاحظ  طوابير طويلة  أمام مصالح بالمستشفيات  تقدم نفس الخدمات التي تقدمها المستوصفات بأسعار أقل ، وهنا يبرز دور الإعلام  و أهمية ما تقومون به من التعريف بالمستوصفات والخدمات  التي تقدم من أجل تقريب خدماتها من المواطنين  وإرشادهم الي خدمات قد يجدونها بطريقة سريعة  وبسعر أقل.

 

وعن سؤال عن معدل  التردد الشهري للمرضي علي المستوصف قال إنه يصل إلي 100 مريض في الشهر ،وأضاف إن الأمراض التي ترد الي المركز معظمها قابل  للشفاء ولله الحمد ، وقال إن أكثر الأمراض المسجلة  يوميا تنحصر في الحالات التالية :  أمراض الجهاز التنفسي و إسهالات  ونقص الفيتامينات والأمراض الجلدية.

 

وردا على سؤال عن مستوى رضاه عن أداء المركز الصحي : قال إن المركز يقوم بواجبه  كما هو مقرر إلا أن مستوى المسؤولية كبير  ويتطلب المزيد من العمل والمثابرة ،مضيفا أن قطاع الصحة قطاع خدمي  مهم وله انعكاسات  كبيرة علي حياة الناس فالخدمات التي يقدمها تنعكس علي التنمية بشكل عام وعلي التنمية الإجتماعية خصوصا وهو أمر يتطلب المزيد من العمل رغم التقدم الملحوظ في القطاع .

وعن سؤال اختتمنا به اللقاء عن أنجع طريقة لتكريس الشفافية والمزيد من النزاهة داخل مركز دار النعيم الصحي : قال إن  العمل في الدوائر الصحية  يتطلب  أمورا منها  الشكل الخارجي للدائرة و مصلحة للتوجيه والفرز وإرشاد الزائرين   وتوفير بعض الأدوات والمستلزمات الخفيفة المعينة علي جودة الخدمات وسرعتها  وتشجيعات للعمال  وخاصة البسطاء منهم . 

 

وأثناء زيارتنا هذه للمركز  إلتقينا  بعض المواطنين  المترددين علي المركز  واستنطقناهم عن دواعي زيارتهم للمركز و اعربوا لنا عن انطباعاتهم وتطلعاتهم  علي النحو التالي :

   التقينا السيدة في الستين من العمر تعدى زينب  خارجة من مكتب الطبيب وسألناها عن الغرض من زيارتها للطبيب فأجابت قائلة: إنها مصابة بزكام  وأتت تطلب طبيبا يعالج مرضها، وقالت إنها وفقت في الحصول علي ذلك، وأثنت علي القائمين علي المستوصف وعلي الخدمات التي يقدم ،مضيفة أنها تسكن في محيط المركز وأن أداءه يتحسن  شيئا فشيئا وأنها وأفراد عائلتها لا يطلبون العلاج والدواء إلا مـن هذا المستوصف منذ أزيد من خمس عشرة سنة، وأنه يقدم معظم الأدوية بسعر زهيد  وتطالب السلطات  بتعيين طبيب متخصص في أمراض النساء  يكون عمله  منتظما بالمركز  .

كما التقينا سيدا في الأربعين من عمره يدعى عمر  يرافق بنتا صغيرة قال لنا فيما بعد إنها ابنته،وسمعناه   يرفع صوته بكلمات تدل علي الإستياء فسأ لناه عن مصدر انزعاجه فقال انه جاء بإبنته التي عضها كلب منذ يومين يطلب لها العلاج  فأرشده الطبيب  الي الذهاب فورا الي مركز الوقاية الصحية قرب المستشفي الوطني  ليأخذ العلاج لإبنته  فأصيب بالصدمة لأنه عاجز عن توفير تكلفة التنقل الي  المستشفي المطلوب  وقال أن أمله خاب في إنقاذها ،مضيفا إن عدم  وجود هذا التخصص   في هذا المركز الكبير والقديم  والقريب  من أحياء الفقراء  - علىحد قوله -  أمر يخيب أمال سكان الأحياء الشعبية التي تعج بالكلاب السائبة   .

 

 

 

 

 

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان