عشية الاحتفال باستقلالنا الوطني، تجد موريتانيا نفسها في مواجه ذاتها: شامخة، كريمة، وواعية   
‎فهذا الحدث ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو  تذكير حي بسيادتنا، بتاريخنا المشترك، وبالتزامنا الثابت تجاه الجمهورية.
‎منذ عام 1960، تسير موريتانيا على درب بناء الدولة الوطنية، وقد تميز هذا المسار بالتحديات والتضحيات، كما اتسم أيضًا بالصمود والإنجازات والانبعاثات المتجددة.
‎فخر شعبي واسع
‎اليوم ، تحتضن الغالبية الساحقة من الشعب الموريتاني هذه الذكرى بكل فخر وخشوع. 
‎إنهم يرون فيها فرصة للتوحد حول الوطن، ولتقدير تضحيات الشهداء، وتجديد الثقة في المستقبل. 
‎وفي هذه اللحظة، تأخذ رموز الدولة  من علم ونشيد وشعار ومؤسسات وقرات مسلحة وقوات أمن  معناها الحقيقي: فهي  تجسد الشرف والأخوة والعدل
‎ الوحدة، الاستمرارية، والأمن والتضامن     
‎أصوات نشاز... أقلية صاخبة
‎لكن، في ظل هذا الإجماع الوطني، تعلو بعض الأصوات النشاز، التي تدفعها الأحقاد الشخصية أو الحسابات السياسية الضيقة، لمحاولة تشويه هذه المناسبة العظيمة  
‎إنهم يقللون من قيمة الاستقلال، ويشككون في جهود الدولة، ويستغلون المشاعر لخدمة أجندات فئوية أو أيديولوجية خطيرة
‎هذا الخطاب لا يخدم الجمهورية ولا يخدم الشعب، بل يخدم الفوضى والانقسام وإضعاف الدولة.  
‎وهو خطاب معادٍ للوطن، وخارج عن الإجماع الوطني
‎الرد: الوحدة والصرامة في مواجهة ذلك،
‎لن يكون الرد بالكراهية أو الجدال، بل بالدفاع الهادئ والواعي عن السيادة، وبترسيخ الوحدة الوطنية، واحترام القانون، وتعزيز الثقة بين الدولة والمواطن.
وفي هذا السياق، تعكس الإجراءات التي اتخذت  مؤخرًا، خاصة في مجال  مكافحة الهجرة غير الشرعية، ومحاربة القبلية والعنصرية والجهوية،  إرادة حازمة للحفاظ على*الانسجام، والعدالة، والنظام الجمهوري.
أما من يعارضون هذه الخطوات بدوافع سياسية أو أيديولوجية مناوئة للوحدة الوطنية، فهم يضعون أنفسهم خارج المشروع الوطني الجامع.

ختاما  الإستقلال ليس ذكرى عابرة، بل هو التزام متجدد 
إنه رفض للفرقة، ووقوف في وجه الفتن، وتأكيد  بملء الصوت  أن موريتانيا لكل أبنائها، لكنها لن تتهاون مع من يسعون إلى زعزعة استقرارها
عيد استقلال سعيد لموريتانيا، لشعبها ،وشهداءها  الأبرار ولشبابها   ،

نواكشوط في 25  نوفمبر 2025

              السيد ولد الغيلاني