السبت, 14 ديسمبر 2024 16:03 |
لقد خلق الله الخلق وخلق له كل شيء في الكون لإسعاده من مآكل وملابس ومناكح ومساكن ومراكب ، وأودعه قدرات ذهنية وجسمية تعينه على الانتفاع بما في الكون ، وأمره باستغلالها طبقا لمنهجه الرشيد السديد الذي انزله على رسله عبر الحقب والأزمان الغابرة والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وكان الإنسان على العهد حقبا من الزمن حتى اجتالته الشياطين وزينت له عبادتها ونصبت له النصب وأمرته بتغيير خلق الله وحسنت له من الإجرام ما لم يكن في الحسبان من إنكار لربوبية رب الأرباب ومن استبعاد إرسال رسل من الخلق ومن عبادة لغير الله واتباع منهج غير منهجه ، ومن تعد على صلاحيات الله جل جلاله من تشريع في جميع المجالات في العبادات والحكم بغير ما أنزل وتعد على حقوق العباد من سفك للدماء واغتصاب ولواط واختلاط وعري وشرب للخمور ودعارة وربا وتطفيف للكيل وبخس للناس أشياءهم وكذب وبهتان وافتراء ، عندها اشتكى الرسل الكرام الى ربهم واشتكت الكائنات مما يقام به تعد وتجاوز بغير حق ، عندها أرسل القهار جل جلاله عليهم نقمه متتالية : طوفانا حاصبا صاعقة صيحة ريحا صرصرا طيرا أبابيل فصاروا كأمس الدابر لا يرى ألا آثارهم عظة وعبرة لمن اعتبر ، ويأبى الإنسان بعد ذلك إلا أن يعيد سيرته الأولى بعد أن من الله عليه بخاتمة رسالاته على يد أكرم مخلوق عنده فجاءت ناصعة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، فيعيد التاريخ نفسه فيرتكب إنسان العصر الحديث أفظع وأشنع وأبشع مما كان قبل ، فيعبد الشيطان وينكر الله جلت قدرته ويبعده عن حياته ويبتعد عن الأديان وينحيها جانبا ويسخر أخاه الإنسان لأغراضه القبيحة ، فيبيح ممارسة الجنس الحرام زنا ولواط ويقننه ويشرع القران بين المثلين رجل ورجل وامرأة وامرأة في صور من الاختلاط والعري والخمور والمخدرات والصخب والرقص ، فيما يقوم بالسخرية من أصحاب الإيمان والمتمسكين بأديانهم معلنا عليهم حروبا شعواء لا تبقي ولا تذر متهما لهم بالتخلف والرجعية فيبيد ويهجر ويغتصب ويليط ويتفنن في أنواع التعذيب تعد على حرمات قد كفلتها الأديان والشرائع السماوية متجاوزا بذلك أفعال الجاهلية الأولى ، ألم يعلم أن سنن الله في الكون لا تتبدل ولا تتغير ولا تحابي أحدا فكلما استوجب الإنسان جزاء ناله مهما كان وما هي من الظالمين ببعيد وما ذلك على الله بعزيز اللهم لا تهلكنا بذنوبنا ولا بذنوب غيرنا ولا بما فعل ال سفهاء منا
الحسن أحمد سالم اميمين
|