المروؤة/ ذ.الحسن احمدسالم اميمين
الخميس, 25 يوليو 2024 00:32

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم

المروءة


إني لتطربني الخلال كريمة**                طرب الغريب بأوبة وتلاقي.


وتهزني ذكر المروءة والندى**            بين الشمائل هزة المشتاقي.


المروءة هي خلق جليل وأدب رفيع ، يتميز بها الإنسان عن غيره من المخلوقات ، وخلة كريمة وخصلة شريفة وأدب نفسي يحمل الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات ، من صدق في اللسان واحتمال للعثرات وبذل للمعروف وكف للأذى وكمال في الرجولة وصيانة للنفس ، فهي إذن كمال الفتوة ومن أخلاق العرب المحمودة ، فهلا تحلينا بهذه الخصال الحميدة وكانت شعارا ودثارا لساستنا تحجزهم عن مقارفة ما هو متناف مع الرجولة والإباء يراعون فيما ولوا من مال الله وعياله محاسبة الله عليه في قوله عز وجل (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) ويخافون ما خوف منه رسوله صلى الله عليه وسلم "ألا ألفين أحدكم يأتي يوم القيامة وعلى رقبته بعير له رغاء أو فرس له حمحمه ..." أو يحترمون توجيهات ولي الأمر في حملته الإنتخابية ، إن النبل والشهامة في نظافة اليد من حق اليتيم والأرملة والشيخ الفاني والمسكين الذين لا يجدون ما يسدون به رمقهم ويبيتون طاوين الليالي ذواتي العدد عل رحيما يمد لهم كسرة خبز يابسة أو لقمة سنخة يطفئون بها نار الجوع التي أكلت أحشاءهم ، فهلا استيقظت ضمائر هؤلاء ولو لحظة وأنفقوا بعض ما بأيهم من مال الشعب على المتسكعين بأبوابهم يبحثون عن فتات طعامهم المرمي بالقمامة أو أقاموا حضانات للمتشردين من أبناء الشارع ، أو كفوا أيديهم عن التسلط والأخذ من الميزانيات بغير حق ورفعوا خيمهم وكانت هممهم عالية ورؤوسهم شامخة يسعون ويتكاتفون لبناء وطنهم ، وكل يمد ساعده للآخر للنهوض بهذا البلد والرقي به إلا مصاف الأمم المتحضرة ، ويتأسون وينتهجون نهج دول الجوار أو يستفيدون من التاريخ 


ونختم بهذه القصة خرج غسان بن عباد أحد أمراء المأمون يوما من مجلسه فأتبعه بصره وقال لا تزال الخلافة نضرة ما حضر مجلسنا مثل هذا ، ما اغتاب عندي أحدا قط ، ولا اعترض على كلام متكلم ، ولا التمس حاجة لنفسه ، ولا وقفنا منه على كذب ولا جناية ، ولا سبقه لسانه بلفظ احتاج إلى اعتذار ، ما أحوجنا إلى مثل هذا .

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان