الأزمة التركية لأمركية :دولتان عربيتان تعلنان تضامنهما مع تركيا

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اللذان زارا تركيا الثلاثاء والأربعاء عن دعميهما لهذا البلد الذي يواجه أزمة سياسية واقتصادية عويصة مع واشنطن. من جهتها، قررت أنقرة المعاملة بالمثل ورفع قيمة الرسوم على منتجات أمريكية جديدة كالسيارات السياحية ومواد التجميل والكحول.
لا تزال "المعركة" الاقتصادية متواصلة بين أنقرة وواشنطن، حيث قرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء رفع قيمة الرسوم الجمركية على منتجات أمريكية جديدة ردا على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن على بلده منذ الشهر الماضي.

وتشمل هذه الرسوم قطاع السيارات السياحية التي بلغت رسوم استيرادها 120 بالمئة وبعض المشروبات الكحولية (140 بالمئة) والتبغ (40 بالمئة) إضافة إلى بعض مواد التجميل.

وكتب نائب الرئيس التركي فؤاد أوكتاي في تغريده على تويتر: "إن رسوم استيراد بعض المنتجات رفعت في إطار المعاملة بالمثل على الهجمات المتعددة للإدارة الأمريكية على اقتصادنا".

وتأتي هذه الخطوة الجديدة بعد سلسلة من الخطوات التي اتخذتها أنقرة سابقا كتلك المتعلقة بعدم شراء منتجات شركة "أبل" الإلكترونية. وصرح الرئيس التركي في هذا الشأن "إذا كانوا يملكون هواتف "الآي فون" فهناك أجهزة سامسونغ متوفرة في الجهة الأخرى".

وأضاف أردوغان "إن تركيا تعاني من هجمات اقتصادية" من قبل الولايات المتحدة، داعيا الشعب التركي إلى التخلي عن الأجهزة الإلكترونية التي تصنعها شركة "أبل" واستخدام هاتف "فيستل" المصنوع في تركيا.

محكمة أزمير ترفض إطلاق سراح القس الأمريكي

هذا، ورغم رفع إدارة ترامب وتيرة الضغوطات الاقتصادية والدبلوماسية على أنقرة، إلا أن محكمة مدينة أزمير رفضت حسب وكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء طلبا جديدا للإفراج عن القس الأمريكي أندرو برونسون الذي تتهمه أنقرة بالقيام بعمليات "تجسس" و"إرهاب" وتقديم المساندة لجماعة غولن التي تصفها أنقرة بـ"الإرهابية".

وأثار احتجاز هذا الرجل الديني الأمريكي أزمة حادة في العلاقات بين البلدين جعلت واشنطن تقرر فرض عقوبات اقتصادية ورفع الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم التركيين، ما أدى إلى تراجع قيمة الليرة التركية حيث فقدت حوالي 40 بالمئة من قيمتها أمام الدولار واليورو في غضون نحو أسبوعين.

وللحيلولة دون تنامي عواقب العقوبات الاقتصادية، أكد أردوغان أن بلاده مستعدة لاستخدام الليرة التركية أو أية عملة أخرى غير الدولار في معاملاتها التجارية مع دول أخرى سواء كانت في الشرق الأوسط أو في أوروبا. ويبدو حقا أن بعض الدول مستعدة لدارسة هذا الخيار، وعلى رأسها روسيا التي أعلنت عبر المتحدث الرسمي للكرملين ديمتري بوسكوف الثلاثاء أنها "مستعدة لاستخدام عملة تركيا الوطنية في تعاملاتها التجارية والاقتصادية".

قطر والعراق مع تركيا

نفس الشيء بالنسبة للعراق الذي أبدى دعمه هو أيضا لتركيا إذ أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أن بلاده تقف بجانب الليرة التركية وتساند هذا البلد في مواجهته للضغوطات الخارجية.

وقال العبادي خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس أردوغان الثلاثاء: "نحن نقف إلى جانب تركيا وندعمها خاصة في المحنة التي تواجهها عملتها الوطنية"، مشيرا "أن العراق وتركيا في صدد تنفيذ مشروع نفطي جديد يكمن في توصيل النفط لتركيا من مدينة كركوك".

من جانبه، قام أمير قطر جاسم بن حمد آل ثاني بزيارة مفاجأة لتركيا الأربعاء للتعبير عن تضامن بلاده لتركيا، قبل أن يتم الإعلان في وقت لاحق عن استثمارات قطرية مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار. علما أن الدوحة تملك استثمارات عديدة في هذا البلد تقدر بحوالي 20 مليار دولار حسب جريدة لوفيغارو الفرنسية.

وطلبت تركيا من قطر التدخل من أجل إيجاد حل للأزمة التي تعاني منها مع واشنطن وذلك بعدما وقفت أنقرة بجانب الدوحة في أزمتها مع السعودية والإمارات.

"تركيا ليست أقوى من ألمانيا ولا الصين"

ويرى بعض متتبعي الشؤون التركية أن أنقرة ستنتهي في نهاية المطاف بقبول مطالب الولايات المتحدة، كونها غير قادرة على مجابهة الأزمة المالية والاقتصادية لمدة طويلة. ويذكر أن قيمة التعاملات التجارية بين البلدين بلغت 19.7 مليار دولار في 2017، ما قد يؤثر كثيرا على الاقتصاد التركي.

فيما أشار كاتب سعودي معروف وهو عبد الرحمن الراشد في مقال أن "تركيا ليست أقوى من ألمانيا ولا الصين، البلدين اللذين فضلا عدم مواجهة إدارة ترامب واختارا التفاوض وتقديم تنازلات والابتعاد عن التصعيد والحرب الكلامية". فهل سترضخ تركيا أمام ترامب؟

نقلا عن  افرانس 24  مع تصرف بسيط 

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان