أمنية العمر
..........وللمرئ أن يتمنا كذلك و ليس بديلا عن ذلك أن يصبح أن يصبح شاعرا مجنونا من الدرجة الأولى أو مجنونا شاعرا لا فرق لأن الشعر لابد أن يكون جنونا أو لا يكون لأن الشاعر و المجنون كلاهما فوق العادة و كلا منهما خارج عن المألوف ........
فشاعر من هذ الطراز يمكن أن يتحدا شعراء مجانين من أمثال نزار قبان و محمود درويش و أحمد ولد عبد القادر و سميح القاسم و أبو القاسم الشابي .........
شاعر متمرد على قوانين الخليل و لا يعنيه في شيئ إيقاع الجرس الموسيقي للكلمات و لا يعبء إطلاقا بتصفيف القوافي و الأبيات ...........
شاعر كل ديوانه بضع كلمات سهلة ميسورة للشعراء و غير الشعراء ....
شاعر قصائده نثرية مطلعها يا عرب يا أجيال لا حل لقضيتكم إلا بامتلاك ناصية العلوم والتكنلوجيا .............................................................................
المنعطف الأخير
جدتي!
أعلم أنك تخبتين إلى الصلاة كثيرا .... و أنك في مقامك تعتكفين .... لا تريدين المقاطعة و لا تريدين المراجعة ...لكنني أعلم كذلك أنك لا تفارقين الأحبة تتحسسين خواطرهم ....تتأملين مشاعرهم ...تهمك انشغالاتهم لحظة بلحظة .....
لذلك ألتمس من وقتك بعضه و من صبرك أوسعه ..... لأن من حديثي ما قد يعكر صفاء الروح و هي في أسما مراتب الإخلاص ...و التفرد....
رجاء أريد أن أعرف هل كان في أمتكم من قبلنا هذا الاعتزاز بالذات و الشعور بالرضا عن حسن الأداء و الرقة في العواطف مثل ما في أيامنا ؟ ..... فنحن مثلا ، لا ننام و لانقرأ و لا نفكر ...يومنا قصير لا يكفي و غدنا بعيد لا يأتي ...نضحك بمفردنا ...و نحكي لوحدنا .... مراكبنا مستديرة مستطيلة ، مثلثة ، مربعة ، مكعبة .... بيوتنا مكشوفة بلا حواجز ...بلا مزالج .... نطمأن لكل شيء ... ونخاف من كل شيء ...نخاف القمامة و الذبابة ... و الذرة و الصرقعة والسكون والحركة
نصادق الجميع و نحالف الجميع ...لا عدو لنا و لا صديق....
حياتنا مرقمة و مبادؤنا مشفرة علماؤنا ...موظفون و مع ذلك و بالرغم من كل ذلك فنحن سعداء ...أعزاء ...
مدارسنا تخلت عن الحكمة ... وألغت التاريخ ...وعطلت اللغة وزادت حصة الحساب والرسوم المتحركة ...
فالمعرفة عندنا أرقام و حضارتنا أرقام ... ومشاعرنا أرقام ... ضيفنا على حسابه ...جارنا لحاله ...
ومع ذلك وبالرغم من ذلك فنحن سعداء ....أعزاء
نحن كلنا في الشبكة ...وبين الشبكات .....لا سر لنا .... و لا دور لنا ...نأكل و لا نسأل ، أغذيتنا مجهولة و أفراحنا حزينة و ابتسامتنا مزورة .
ومع ذلك وبالرغم من ذلك فنحن سعداء ....أعزاء
المرأة عندنا مكرمة ،مقسطة ،معلقة ،مهانة ،مدللة أطفالنا راشدون ...رجالنا قاصرون ضائعون ....جميعنا بضاعة ...أجيالنا سوق للصناعة ....فهل كانت أمتكم بكل هذا الترف مثل أمتنا ؟
................................................................................
إن ألفية الزمان المنعدم و الجاذبية المنعدمة ...ألفية السرعة المضروبة في أضعافها اللامتناهية.... قد شقت سكون ليلنا و رتابة نهارنا دون إذن منا فهل نتمكن من أن نكون رقما إجابيا في ثنايا عدادها؟
إن الأولى بعرب اليوم ...عرب الألفية الجديدة ..... أن يبحثوا عن آليات هذ العصر و متطلباته ، بعيدا عن غابة الاتهامات المتبادلة و غير المتبادلة ( من جانب واحد ) و التي تكاد تكون جزءا من مكونات الشاي و القهوة العربية على مدار الأيام و الساعات و الحقب.
إن آليات العصر و أشياءه و أغراضه عبارة عن وصفة معقدة التركيب و الأعيرة و الأحجام و المقاييس.
فلا بد فيه مثلا من، معالق كبيرة من الديمقراطية .... و عدة أرطال من حقوق الإنسان و أكواب من حرية المرأة و كبسولات من حرية الصحافة و حرية الكلمة ..... و كثير من العمل و كم محترم من الفكر الناعم و قليل من النوم و عدة تلفزيونات بلوحة مفاتيح واحدة و سيارات صالحة للاستعمال مرة و احدة و غرف و قاعات يتم التحكم في فضائها و أبعادها بالريموت كونترول .
.............................................................................
( هاذ المقطع كان ضمن ردا على بعض المستهزئين بموريتانيا كيفا و كما )
فمورتانيا عظمتها كانت و لا تزال بعلمائها و بأمجادها في الأندلس و أفريقيا ... و جمالها كان
و لا يزال بواحتها التي تسامق السماء و تشاطئ المحيط و برمالها الناعمة و كأنها قصائد شعرية تجمع كنوز الماضي و إشراقة المستقبل ....
فأطفال موريتانيا قد ذهبوا كلهم إلى المدارس ... وشعبها تعلم من فصول الديمقراطية أن صناديق الاقتراع تحمل قفلين .... وأن التصويت حق و واجب و أن العلم هو غذاء المستقبل.
ورحم الله أحد الشعراء شبه رقعة صغيرة من فضاء موريتانيا بوجنة الشمس :
ألا يا بحير الصفو والهوي و الأنسي
عليك سلام الله يا وجنة الشمس
فموريتانيا و جنة التاريخ و سيدة الوقار و حافظة القيم ..... لا تتهم أحدا و لا تلوم أحدا و تعمل كثيرا و تتحدث قليلا.
و الكتاب موجود في المكتبات لمن أراد الاطلاع عليه . |