يلعب الإعلام دورا كبيرا في عملية التوجيه والتوعية والإرشاد، ويساعد على تشكيل الرأي المستنير حول القضايا المهمة والملحة، والتي من بينها وعلى رأسها فعل الخير،  قال جل من قائل: ((وأفعلوا الخير لعلكم ترحمون)). نعم، كل منا فقير إلى رحمة الله تعالى، وكل منا يريد أن يكون من المحسنين، قال تعالى: (( إن الله يحب المحسنين)).

    صحيح أن لوسائل الإعلام القدرة على أن تضطلع بهذه المهمة النبيلة؛ أي تأصيل ثقافة العمل الخيري، في إطار مهامها التقليدية: الإخبارية، والتوجيهية، والتثقيفية، والترفيهية، وحتى التسويقية، ومن خلال خدمتها لوظائفها المعروفة لكونها:

1.تشكل منبرا للمناقشة العلنية للمشاكل المطروحة للعمل الخيري و استراتجيات تطوير العمل الخيري، يمكن من خلاله استجواب الوزراء ورؤساء الأحزاب والشخصيات الرسمية المهمة وفاعلي الخير، مع مشاركة المواطنين العاديين. 2.تقوم بالمهمات الاستقصائية والإخبارية في مجال العمل  الخيري لإطلاع العموم على ما يجري من فعل الخير. 3.تمثل هذه الوسائل أداة لنقل اهتمامات الرأي العام في مجال العمل الخيري إلى الحكومة، عن طريق إشراك الجمهور.

ونظرا للدور المحوري الذي تلعبه وسائل الإعلام في بث الوعي  بالمسؤولية  تجاه  المجتمع،  وخلق روح المواطنة الصالحة الرشيدة؛  فمن المطلوب من  فاعلي الخير الاستثمار في مجال الإعلام الخيري، القادر على أداء رسالته  بمهنية عالية، وبجدارة تامة، وهو الإعلام الباقي ـ باذن الله: ((فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ينفع الناس فيمكث في الأرض)).

    وتظهر أهمية الإعلام في  تنمية المجتمعات المعتمدة على التنمية الذاتية، التي تحقق خفض السلبيات ورفع الإيجابيات في المجتمع, من خلال عملية الاطلاع والإلمام بكل شيء يتعلق بممارسة المسلكيات الحميدة التي يقوم بها الإعلام، حتى يستثمرها الفرد في تنميته الفردية والنفسية المؤدية إلى تنمية المجتمع .كما أن الإعلام يعمل على تطوير العمل الخيري من خلال الإعلام الحديث، الذي يعد حلقة الوصل بين المنظمة الخيرية وأهل الخير؛ فعندما يطلع المحسن على النجاحات فإنه يطمئن، ويبذل المزيد.  ومن شأن الإعلام الخيري أن يدفع المنظمات  الخيرية الإسلامية إلى الأمام  في مكافحة الفقر،  والتغلب على التحديات، والرفع من مستوى العمل الخيري.

     وعن طريق الإعلام تتم  المساهمة  في  التنمية  البشرية، و مساعدة  الحكومات الوطنية  على  إنجاز برامجها التنموية، و خاصة  في  مجال مكافحة الفقر، مما يتطلب من الدول والحكومات العمل على تعزيز وتقوية وترقية وسائل الإعلام، خاصة منها التي تعمل في مجال العمل الخيري، من مواقع إلكترونية، وإذاعات، وتلفاز، وصحف.. إلخ. ويحتم عليها توفير الحماية والجو المناسب لإعلام خيري رصين وهادف وتنموي، كضمانة ضرورية  للزيادة من فعل  الخيري الجماعي، ويؤول إلى ترقية العمل الخيري الإسلامي، وإشاعة الإحسان.