الشفافية والنزاهة داخل القطاع الصحي الموريتاني4:
الخميس, 28 أغسطس 2014 13:00

مركز دار النعيم الصحي تحت الأضواء 4

احمدو ولد محمد احمد ولد إياهي

 

تلعب الصحة  العامة صمام أمان  لمقومات التنمية  ومرتكزاتها , وهي تتجسد في حماية المواطنين  من الأمراض إلى جانب معالجتها للعديد من هذه الأمراض ولمختلف أنواعها , ومن هنا كان لإنتشار مستوصفات الصحة أثر ودور كبير في السياسة الصحية التي تحرص الدولة الموريتانية على تقديمها وتدعمها بكل السبل وتعمل علي ترقيتها في اطار الخطة  الوطنية لتكريس الشفافية والمزيد  من النزاهة داخل المنشآت الصحية تطبيقا لبنود  الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الرشوة والتي ترمي الي تكريس المزيد من النزاهة والشفافية من اجل تقديم خدمات صحية جيدة و تقريبها من المواطنين. 

 

ويقوم مركز دار النعيم الصحي  وعلي غرار المستو صفات الأخرى بتقديم  خدمات صحية مفيدة للمواطنين  من خلال مصالح تعرضنا لذكرها بشكل مفصل في مقال  سابق  ويقدم تلك الخدمات طاقم  من سلك الأطباء ومن  مهنيي الصحة ويساعدهم ويؤازرهم علي تأدية أعمالهم أعوان ووكلاء إداريون وعمال نظافة  ومن ضمن هؤلاء التقينا العامل السيد سيد محمد  ولد محمد الأمين موظفا بالمركز كحارس وأجرينا معه حديثا قال فيه إنه يعمل في مستوصف دار النعيم  منذ  1993 بوصفه عاملا متربصا لايتوفر علي راتب ثابت وحتى سنة 2004  - يضيف سيد محمد- وبعد ذلك تم اكتتابي رسميا وأصبحت أتقاضي راتبا دائما ، رغم قلته وأستفيد من الزيادات علي الرواتب واليوم اصبح راتبي يزيد بقليل علي الحد الأدنى للأجور ،ومع ذلك فإن راتبي ضعيف جدا ولايلبي الحاجيات الأساسية الضرورية لأسرتي،ومع ذلك فإني أواصل عملي هذا رغم الظروف الصعبة،صحيح أنهم اعطوني مسكنا للحارسة يتألف من غرفة صغيرة أسكنها داخل المستوصف.

 

وعن سؤال عن نوعية وطبيعة الأعمال التي يزاولها لصالح المركز تخرج عن نطاق وظيفته كحارس أجاب قائلا إنها كثيرة جدا فأنا يضيف الحارس عندما يبدأ الدوام صباحا يتم استخدامي تارة عنصر تعبئة  لحملات تلقيح الأطفال ،وتارة أخري في مهام أخري كاستجلاب الأدوية من الإدارة الجهوية للصحة هذا إضافة الي المهام المتعددة والمتنوعة التي يتم تكليفي بها وقد يتم تعويضي عن تكاليف التنقل في المهمات التي تتطلب ذلك .

 

كما التقينا خلال زيارتنا للمركز السيد الشيخ ولد امبارك بوصفه موظفا بالمركز كعامل نظافة وسألناه عن العمل الذي يقوم به فى المركز فأجاب أنا أعمل في هذا المستوصف كعامل نظافة منذ 2004 وهي مهنة شاقة وخطيرة أقوم بها ولا أجد أي تعويضات عن مخاطر هذه المهنة ،وحتي أني أزاول هذا العمل بدون وسائل الأمان المعروفة مثل : كمام و قفاز:كاهانت  الخ--، صحيح أنني أتقاضى مرتبا شهريا يفوق بقليل الحد الأدنى للأجور، ولا يسد الحاجيات الضرورية لأسرتى و لايتناسب وحجم العمل الذي أقوم به في المركز إضافة الي عمل النظافة مثل صناعة الشاي  والعمل كبواب خلال استشارات الأطباء المتخصصين وأشرف على توزيع الأرقام على المرضى وأسهر على تنظيم  طوابير المرضي أمام مكاتب  استشارات الاختصاصيين وهو عمل صعب أيضا جدا لكون الأطباء المتخصصين لايأتون الى المستوصف إلا مرة واحدة في الأسبوع وبالتالى يكون الإقبال عليهم كثير جدا مما يتطلب مني الصبر أمام الضغوطات الكبيرة للمرضى من أجل مقابلة الطبيب  وإصراري على الحرص على تنظيم الطابور وفق النظام وتسلسل الأرقام الموزعة.

 

وعن سؤال لنا عن أهم الضغوطات التي يتعرض لها خلال تنظيمه للطابور قال إنها تتمثل في  كون المرضي غير مقتنعين  بضرورة احترام الطابور وتارة يأتي أقرباء المريض ويزعمون ان حالة مريضهم هي  المستعجلة ويلحون علي بطلب الدخول وتقديمهم على الآخرين دون أن يجعلوا في حسبانهم  أهمية ضرورة احترام العدالة واحترام النظام وانعكاسها الإيجابي عليهم هم أنفسهم وعلى مريضهم وعلى المرضى جميعا وعلي انسياب العملية الإستشفائية ،ودائما اتجاهل التهديدات المبطنة الصادرة الي منهم  -يضيف الشيخ – لأني مصر على أن نجاح أي عمل لايمكن أن يكون إلا بالصبر ومع ذلك فإني أطلب منك انت الصحفي  ان تكتب مطالبتي بتحسين ظروف العمل سواء بتوفير ادوات المتعلقة بالنظافة او زيادة العلاوات علي راتبي لكثرة التحديات والتي من أهمها تكاليف النقل

فأنا يقول ولد امبارك -  أسكن في حي الترحيل وأذهب الي العمل الساعة السادسة والنصف صباحا لأصل مكان العمل قبل بدئ الدوام الرسمي لتهيئة ونظافة مكاتب وغرف المستوصف واستمر حتى نهاية الدوام وأنت تعرف صعوبة الحصول علي سيارات الأجرة هذه الأيام وإن وجدت فتكلفتها مرتفعة للغاية مما يتطلب منى في بعض الأحيان  أن أعود الي المنزل سيرا على الأقدام وتارة أذهب الي العمل سيرا على الأقدام وعليه- يضيف الشيخ- فإني أطالب بزيادة راتبي بعلاوة للنقل وكذلك بعلاوة الخطر عن النظافة كما أطالب بتوفير أدوات الحماية  من قفازات وكمامات وتوفير الحليب والصابون الخ ...

 

ويختتم الشيخ ولد امبارك حديثه  قائلا أنا أشكر هذه الصحافة المهتمة بتطوير العمل وترقيته فقبلكم لم أشاهد صحفي يقابل عامل نظافة ويسأله عن  المشاكل التي تعترض مهمته قبلكم ، فأشكركم وأشكر الوزارة  وأرجو منها تلبية مطالبنا .                                 

 

 

 

 

 

 

 

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان