ولد حننا: موريتانيا مهيأة لعدة أسباب للتأثر بالربيع العربي
الأربعاء, 02 نوفمبر 2011 16:14

قال رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم " صالح ولد حننا و إن الاتهامات التي وجهها ولد عبد العزيز لقادة انقلاب الثامن من يوليو بالمسؤولية عن قتل قائد أركان الجيش الموريتاني محمد الأمين ولد انجيان ليست غريبة على سلوك الرجل فخلال الحملة الرئاسية الأخيرة كال التهم لخصومه السياسيين وزعم أنه سوف يأتي بوثائق تثبت دعواه لكن كل ذلك ذهب هباءا وتبين أنه مجرد إلقاء للكلام على عواهنه و استهلاك إعلامي واتهام بلا بينة.

و أضاف ولد حننا في مقابلة مع الأخبار "إنه من المستغرب في الوقت الذي تطالب جهات كثيرة ونحن من بينها بالتحقيق في هذا الموضوع يخرج علينا رئيس البلاد وهو رئيس المجلس الأعلى للقضاء ليتدخل في هذا الموضوع ويتهم أطرافا بعينها قبل القيام بهذا التحقيق، وهو أمر غير مقبول قانونيا لو كان مبنيا أصلا على حقائق أحرى إذا كان محض افتراء.

و أردف ولد حننا " ما أكدته مرارا في "واد الناقة" و في غيرها أن ولد انجيان قتل بقذيفة أربي جي 7 و ليس بقذيفة دبابة وهو الأمر الذي أثبتته التحقيقات والجهود التي بذلها بعض المحامين أثناء محاكمة "واد الناقة" ،وولد عبد العزيز في ذلك اليوم لم يكن داخل قيادة أركان الجيش ولا علم عنده بالطريقة التي قتل بها ولد انجيان ولا الجهات التي قتلته، لذلك اعتبر هذا التصريح مجرد حملة افتراءات يقوم بها ولد عبد العزيز ضد خصومه ونحن بالتأكيد من هؤلاء الخصوم. حسب تعبيره.

و دعا ولد حننا السلطات الحاكمة إلى ضرورة الوعي بالواقع الإقليمي والدولي والشروع في حوار مع المعارضة "لتجنيب البلاد ثورة نعتقد أنها ليست بعيدة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فما كان أحد يتصور ان يطرد الشعب التونسي الطاغية بن علي و نفس الأمر يمكن أن يتكرر في موريتانيا.

واعتبر ولد حننا أن الثورات العربية هي "واقع فرض نفسه ليس لرغبة هذه الجهة أو تلك و إنما نتيجة طبيعية للانسداد السياسي وغياب الحريات في هذه البلدان و نعتبر أن تأثيرها سيمس أغلب البلدان و منها موريتانيا و غيرها من الدول العربية والإسلامية لأكثر من عامل لعل أهمها وجود أوجه شبه في الظروف وطبيعة الأنظمة ،مع بعض الاختلاف لذلك فهي مهيأة بالتأكيد للتأثر بهذا الربيع العربي.

و شدد ولد حننا على ضرورة أخذ الدروس لتفادي تحريك الشارع وما قد ينتج عنه من مضاعفات غير مأمونة العواقب.

و أضاف ولد حننا إنه "إذا كانت أنظمة عربية عتيقة لها مرتكزاتها و قوتها لم تستطع الصمود أمام هذا الحراك فأعتقد أنه من الحري بنا أخذ العبرة مما حدث و هذا لن يتم إلا بفتح حوار حقيقي يجنب موريتانيا الأسوأ على غرار ما تعرضت له بعض هذه الدول ويمنع من دفع أثمان باهظة لذلك لا تتحملها موريتانيا التي لها خصوصيتها.

نص الحوار:

الأخبار: بعد انسحابكم من الأغلبية والتوجه إلى المعارضة أين يقع حزبكم اليوم و أين يقف من الحوار الذي يجري الإعداد له من طرف السلطة؟ صالح: أنتم تعرفون أن حزبنا أصبح جزءا رئيسيا من منسقية المعارضة و يقوم بدوره كاملا، و يحرص على أن يقدم من خلاله إسهاما ضروريا في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ البلد و كما لاحظتم فإن أغلبية أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية اتخذت موقفا سلبيا من الحوار الذي تعد له الحكومة مع بعض أحزاب المعارضة نتيجة لغياب الحد الادنى من الضمانات الكافية لنجاحه، و هو ما ستوضح المعارضة موقفها منه ، فنحن حريصون بكل تأكيد على الحوار و نعتبره الوسيلة الأنجع لحل مشاكل البلاد إن توفرت الشروط الموضوعية لنجاحه والتي من أهمها الشروط والضمانات التي طالبت بها المعارضة.

الأخبار: اتهمكم الرئيس ولد عبد العزيز صراحة بالضلوع في قتل قائد أركان الجيش السابق محمد الأمين ولد انجيان عند ما قال إن الجهات المسؤولة عن قتله معروفة ,أنه قتل بقذيفة دبابة؟ صالح: ليس غريبا على سلوك الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز هذا النوع من الاتهامات الجزافية لخصومه فخلال الحملة الرئاسية الأخيرة و كال لهم التهم وزعم أنه سوف يأتي بوثائق تثبت دعواه لكن كل ذلك ذهب هباءا وتبين أنه مجرد إلقاء للكلام على عواهنه و استهلاك إعلامي واتهام بلا بينة، و بخصوص هذه القضية فإنني استغرب أنه في الوقت الذي تطالب جهات كثيرة ونحن من بينها بالتحقيق في هذا الموضوع يخرج علينا رئيس البلاد و هو رئيس المجلس الأعلى للقضاء ليتدخل في هذا الموضع ويتهم أطرافا بعينها قبل القيام بهذا التحقيق، وهو أمر غير مقبول قانونيا لو كان مبنيا أصلا على حقائق أحرى إذا كان محض افتراء. ما أكدته مرارا في "واد الناقة" و في غيرها أن ولد انجيان قتل بقذيفة أربي جي 7 وهو الأمر الذي أثبتته التحقيقات والجهود التي بذلها بعض أثناء محاكمة "واد الناقة" ،و ولد عبد العزيز في ذلك اليوم لم يكن داخل قيادة أركان الجيش ولا علم عنده بالطريقة التي قتل بها ولد انجيان ولا الجهات التي قتلته، لذلك اعتبر هذا التصريح مجرد حملة افتراءات يقوم بها ولد عبد العزيز ضد خصومه ونحن بالتأكيد من هؤلاء الخصوم.

الأخبار: بعد ظهور وثائق عن النظام الليبي وتعامله مع أطراف موريتانية هل هناك ما تخشون الكشف عنه في هذه الوثائق؟ صالح: بكل ثقة ليس هناك ما نخشاه في أية وثائق تنشر أو قد تنشر في المستقبل سواءا في "ويكيلكس" أو في وثائق ما بعد الثورة الليبية أو غيرها ما نقوم به في العلن وعن قناعة و ليس هناك ما نخشاه أو نخاف عليه.

و بالمناسبة أود ان أنبه إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حملات تشهير تناولتني و آخرين وهذا للأسف أصبح جزءا من الأداء البائس لبعض نخبنا المفلسة التي تتباكى على النظام البائد وتتشبث به و تعمل على تكريس قيمه و تسعى إلى تشويه كل الأحرار، و كل من يحارب مخلفات هذا النظام لكن الكذب سوف يبقى كذبا و الزيف سيقى زيفا "فأما الزبد فيذهب جفاءا و أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض "

الأخبار: كيف تقيمون الوضع الحالي للبلد؟ الوضع الحالي للبلد متأزم على أكثر من صعيد، بدءا بتعقيدات الوضع السياسي منذ الأزمة السياسية في2008 وما تلاها وتعقيدات الوضع الاقتصادي و الفشل الذريع في التخفيف على المواطنين من غلاء الأسعار وضمان الحياة الكريمة للناس، و الوضع الاجتماعي المتردي خصوصا في أفق بوادر أزمة جفاف تضرب مناطق البلاد ككل فلن يأتي بداية 2012 و إلا وكانت الظروف قد بلغت درجة كبيرة من الصعوبة وإذا لم تتدخل الحكومة عبر سلسلة إجراءات ناجعة وكافية فإن البلد سوف يكون على موعد مع أزمة جديدة تزيد الوضع سوءا، هذه هي الأوجه البارزة للأزمة ، لكن عندما تتوفر الإرادة الصادقة و يعمل على خلق الظروف الملائمة فإن هذه المشاكل ستجد طريقها إلى الحل.

الأخبار: شهد حزبكم مؤخرا انسحاب بعض قياداته هل أثر ذلك سلبا على الحزب؟ صالح:أنا آخذ بعض على وسائل الإعلام أنها تهتم دائما الانسحابات أكثر من اهتمامها بالإنضمامات فإذا كان الحديث عن انسحابات أخيرة فإنه إذا كانت حصل انسحاب فإن هناك انضمامات كثيرة، ما أؤكده أنه صحيح هناك انسحاب، لكن فيه أيضا انضمامات تفوق بحجمها و أهميتها هذه الانسحاب، و الانسحاب من الأحزاب السياسية أمر طبيعي في موريتانيا بحكم انتشار ظاهرة الترحال السياسي بين مختلف الأحزاب في وجه أي استحقاقات انتخابية جديدة.

الأخبار: هل ستشاركون في الانتخابات القادمة؟ صالح: أعتقد أنه من المبكر الحديث عن الانتخابات فنحن في إطار منسقية المعارضة و لا زلنا نسعى لضمان الظروف التي تمكن من إجراء انتخابات توافقية و التهيئة لها حتى تتم في ظروف ملائمة، و في حال ما إذا تم إقرار تاريخها فنتخذ منها موقفا بالتشاور مع شركائنا السياسيين بما يخدم التطور الديمقراطي للبلد و يحقق المصالح العليا للشعب الموريتاني.

الأخبار: الثورات العربية التي انطلقت مؤخرا هل تعتبرونها نموذجا يمكن أن يتكرر في موريتانيا؟ صالح: بالنسبة الثورات العربية حدث كبير أثر ليس في المنطقة العربية فحسب و إنما في العالم كله، و نعتبر أنه فرض نفسه ليس لرغبة هذه الجهة أو تلك و إنما نتيجة طبيعية للانسداد السياسي وغياب الحريات في هذه البلدان و نعتبر أن تأثيرها سيمس أغلب البلدان و موريتانيا كغيرها من الدول العربية والإسلامية لأكثر من عامل لعل أهمها وجود أوجه شبه في الظروف وطبيعة الأنظمة ،مع بعض الاختلاف لذلك فهي مهيأة بالتأكيد للتاثر بهذا الربيع العربي فإذا كانت أنظمة عربية عتيقة لها مرتكزاتها و قوتها لم تستطع الصمود أمام هذا الحراك فأعتقد أنه من الحري بنا أخذ العبرة مما حدث و هذا لن يتم إلا بفتح حوار حقيقي يجنب موريتانيا الأسوأ على غرار ما تعرضت له بعض هذه الدول ويمنع من دفع أثمان باهظة لذلك لا تتحملها بلادنا التي لها خصوصيتها، و هذا ما كنا سباقين للتعبير عنه من خلال الوثيقة التي أصدرناها في 24 من فبراير تحت عنوان لتفادي الأسوأ.

الأخبار: أثارت عملية الإحصاء مؤخرا ردود فعل عدة كيف تنظرون إلى هذا الإحصاء؟ صالح: هناك مآخذ كبيرة على هذا الإحصاء تتمثل في التعقيد الزائد في نمط الإجراءات و المعايير لإثبات الهوية، ومن ثم فإنه من الضروري التخفيف من هذا التعقيد حتى لا يفهم على أنه استهداف لبعض الشرائح، وهو الأمر الذي ينبغي أن يتحاشى فرغم أهمية تنظيم الحالة المدنية فإنه من الضروري كذلك أن ينال كل الموريتانيين حقهم الطبيعي في اعتبار الجنسية والحصول على الأوراق المدنية ، لكن بنفس القوة نرفض أن تكون الجنسية الموريتانية نهبا أو تعطى لأجانب غير موريتانيين فالأجنبي يجب أن يظل أجنبيا مقيما.

الأخبار:أي السيناريوهات تعتبرونها أقرب لإحداث التغيير في موريتانيا؟ صالح: أعتقد أن الانقلابات أصبحت مرفوضة، و ما نأمله أن يدرك النظام خطورة الوضع الإقليمي والدولي و أن يشرع في حوار مع المعارضة لتجنيب البلاد ثورة نعتقد أنها ليست بعيدة إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه فما كان أحد يتصور أن يطرد الشعب التونسي الطاغية بن علي و نفس الأمر يمكن أن يتكرر في موريتانيا فعلينا اخذ الدروس لتفادي تحريك الشارع وما قد ينتج عنه من مضاعفات غير مأمونة العواقب.

الأخبار:لوحظ في الفترة الأخيرة غياب شبه كامل لمنسقية العمل القومي الإسلامي هل تأثرت بالتغير الحاصل في العالم العربي؟ صالح: بالنسبة لمنسقية العمل القومي الإسلامي فهي إطار سياسي أسسناه مع مجموعة من الأحزاب السياسية وقدم أدوار مهمة في وقته، و ككلل تجربة تمر بها أوقات لا تكون مواتية لان تؤدي أداءا متميزا، ما أؤكده أن الجمود الملاحظ في أدا هذه المنسقية ليس له أي علاقة بالوضع الإقليمي و أوضاع المنطقة العربية، و نأمل أن يتم العمل على إحياء هذا الإطار قريبا أو استبداله بإطار آخر.

الأخبار:هل من كلمة أخيرة؟ صالح:أعتقد أنه مع كل هذه القتامة هناك أمل في أن موريتانيا قادرة على تجاوز مشاكلها بقدرة وكفاءة نخبها السياسية، على فتح حوار يمكن موريتانيا من العبور إلى بر الأمان و يقيم دولة عادلة و هذا ما يجب أن يكون حاضرا في أذهان كافة أبناء الشعب الموريتاني.

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان