نصرة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم)/السيد بن سيد لحسن
الأربعاء, 12 فبراير 2014 12:59

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على نبيه الكريم الحمد لله والعبد لله،ولا يدوم إلا ملك الله،والصلاة والسلام على مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم ومجد وعظم وبعد: فإن الدافع الذي دفعني لكتابة هذه الحروف المتواضعة لغويا وإملائيا وأسلوبا ـ لكنها في نفس الوقت عظيمةـ  لعظمة ما تجرأ عليه هذا الشقي من سب لمن لا يستحق إلا التعظيم والتكريم والتبجيل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأولين والآخرين وبذلك صار،هذا الشقي خليفة من الخلفاء الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وخسروا الدنيا والآخرة ظهر في هذه الأيام المباركة وفي هذه المناسبة العظيمة التي هي ذكرى المولد النبوي الشريف – هذه الذكرى التي يحتفل بها كل مسلم سلم من العمى وطمس البصيرة، والحقد لكن حكمة الله اقتضت أن يحتفل كل شخص بما يدور في خلجان قلبه – فالمحبون له صلى الله عليه وسلم يجعلون احتفالهم به وبمولده صلى الله عليه وسلم بتدارس سيرته وقراءة أمداحه يبيتون الليالي تلو الليالي طيلة هذا الشهر العظيم في ذلك – بل إن فيهم من هذا هو دأبه الدؤوب طلية حياته وأما أنت لأنك ورثت نصيب الأسد من خلافة المستهزئين من قريش الذين كانوا يستهزؤون بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ونلت معها خلافة مطلقة عن رئيس المنافقين عبد الله ابن أبي لكن الله تبارك وتعالى كفاه المستهزئين في قوله تعالى (إنا كفيناك المستهزئين) سورة الحجر95 وفي ذلك يقول الإمام البصيري في همزيته المشهورة :

ورماهم بدعوة من فناء ال          بيت فيها للظالمين فناء

خمسة كلهم أصيبوا بداء           والردى من جنوده الأدواء

فدهى الأسود ابن مطلب أي          عمـــى ميت به الأحياء

ودهى الأسود ابن عبد يغوث    أن سقاه كأس الردى استسقاء 

وأصاب الوليد خدشة سهم       قصرت عنها الحية الرقطاء

وقضت شوكة على مهجة العا   صى فلله النقعة الشوكاء

وعلى الحارث القيوح وقد سا    ل به رأسه وسال الوعاء

خمسة طهرت بقطعهم الأر      ض فكف الأذى بهم شلاء

وهؤلاء الخمسة المستهزؤون من قريش الذين هم قدوتك وأسوتك الخشنة هم الوليد ابن المغيرة المخزومي والأسود ابن عبد يغوث الزهري والأسود ابن المطلب من بني أسد ابن عبد العزى والعاصي ابن وائل السهمي عليه لعنة الله والحارث ابن الطلاطلة الخزاعي وإليك مصيرهم جميعا  فقد دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم – ويعلم كل من له أدنى مراتب الإيمان أن دعاءه مقبول ودعوته مستجابة مسبقا – قال العلامة الشيخ علي حرازم في شرحه الذي تلقاه من الشيخ التيجاني رضي الله عنهما على الهمزية الذي سماه الإرشادات الربانية يقول وكفاه المستهزئين الذين كانوا يستهزؤون به صلى الله عليه وسلم وهم خمسة لا بارك الله  فيك ولا فيهم – أما الأسود ابن عبد يغوث فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا مع جبريل عليه السلام فسأله جبريل هل هذا من المستهزئين ؟ قال له نعم فأشار جبريل عليه السلام إلى بطنه فأصابه الإستسقاء فعالجه وقاسى به الشدائد والعياذ بالله – واما الوليد ابن المغيرة فقد خدشه سهم،في رجله فقامت له الأكله ودامت دواما فاق السموم كلها لعنه الله ولعنهم جميعا وغضب عليه وكل هؤلاء وغيرهم من الجاحدين نبوته، والحاقدين عليه أعد الله لهم النار وساءت مصيرا فالله تبارك وتعالى جعل رضاه مقرونا برضى النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته مقرونة ومشروطة بمحبته وذلك في قوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقال في الحديث القدسي (خلقتك لأجلي وخلقت الخلق لأجلك ) وبما أن الله تبارك وتعالى لا يبدأ خلقه إلا بفاضل ولا يختمه إلا بفاضل فقد بدأ الوجود كله بالفاضل الأفضل المفضل سيد الوجود وسر الوجود والسبب في كل موجود سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وختم برسالته الرسالات السماوية كلها – ولا أدل على ذلك من الحديث الذي رواه البيهقي بإسناد صحيح في كتابه دلائ النبوءة عن سيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وأخرجه الحاكم في المستدرك – (قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقترف آدم الخطيئة التي هي أكله من الشجرة التي كان قد نهاه الحق سبحانه وتعالى عنها – قال يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي – فقال الله تبارك وتعالى يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه قال يا رب إنك لما خلقتني ونفخت في الروح رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا لا إله إلا الله محمد رسول الله فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك فقال الله يا آدم صدقت إنه لأحب الخلق إل وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك ولولا محمد ما خلقتك ) انتهى منه. وقال بعض المفسرين في قوله تعالى ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) إن الكلمات هي توسله به صلى الله عليه وسلم كما استغاث به جده إبراهيم خليل الله عليه السلام عندما ألقي في النار فناداها الحق سبحانه وتعالى بقوله جل من قائل ( يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم)  ولو لم يقل سلاما لهلك من شدة البرد واستغاث به،عند ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام فجاءه جبريل بكبش الفداء وما من نبي ولا رسول إلا وقد ثبتت استغاثته به صلى الله عليه وسلم وقد أخذ الله العهد على جميع الأنبياء باتباعه إن جاءهم او جاء في زمن أحدهم وذلك في قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيناكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال ءاقرتم وأخذتم على ذالكم إصري قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين) آل عمران الآية81 وعن العرباض ابن سارية رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إني عبد الله وخاتم النبيئين وإن آدم لمنجدل في طينته،وانأ دعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى عليه السلام وعن البراء ابن عازب رضي الله عنه قال قلنا يا رسول الله متى وجبت لك النبوءة قال وآدم بين الروح والجسد وقد بشر عيسى عليه السلام أمته به صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله تعالى (وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد) ولو لم يكون موجودا قبله لما عرف اسمه ولما اخبر به وبشر به وفي تأليف شيخي ووسيلتي إلى ربي فضيلة الشيخ ابراهيم انياس المسمى نجوم الهدى في كون نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل من دعا إلى الله وهدى ما نصه وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لما خلق الله آدم أهبطني إلى الأرض في صلبه وجعلني في صلب نوح عليه السلام في السفينة وقذفت في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ثم لم يزل ينقلني في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة حتى أخرجني الله من أبوين كريمين لم يلتقيا على سفاح قط – والرسول صلى الله عليه وسلم كان من أرسل قبله من الرسل يرسل إلى قومه خاصة  أو إلى قريته ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى ( ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين) هود الآية 25 (والى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون) . هود الآية50 (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب). هود61 (وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره ولانتقصوا المكيال والميزان إني أريكم بخير واني أخاف عليكم عذاب يوم محيط .) هود 84 والآيات في هذا الباب كثيرة لا تفي بها هذه العجالة – وأما هو فجاءت رسالته عامة إلى جميع الخلائق من إنس وجن وملائكة إلى آخره وجاءت محفوظة – أما من حيث العموم فقوله تعالى ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا )  وأما من حيث الحفظ ففي قوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون وقد قرن الحق سبحانه وتعالى اسمه باسمه في كل أذان وإقامة وجعله يخاطب خطاب الحاضر، في كل  صلاة وصلى الله عليه وأمر ملائكته وسائر خلقه بالصلاة عليه تشريفا له وتكريما قال تعالى ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) وأمر الله ملائكته بالسجود لنوره في جده قبل بروز الموجودات وسجدوا كلهم إلا إبليس شيخك وقدوتك وأسوتك أبى واستكبر وكان من الكافرين قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين ) وجعله الله تبارك وتعالى هو وحده الذي يسأل عنه كل ميت في مشارق الأرض ومغاربها  حيث يأتي به ملكان ويقعدان الميت والرسول صلى الله عليه وسلم جالس معهم فيقولان له ماذا تعرف عن هذا الرجل فأما الذين هداهم الله وأرشدهم إلى الصواب فيجبونهما بقولهم نعم (انه رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغمة فيفسحان له قبره ويقولان له نم نومة العروس وانظر إلى مقعدك في النار قد أبدلك الله مكانه مقعدا في الجنة – وأما من غلبت عليه الشقوة كأسلافك الخاسرين المستهزئين والمنافقين فيقول ها ها لا ادري وإنما سمعت الناس يقولون شيئا فقلته فيقولون له لا دريت ويضمون عليه القبر حتى تختلف أضلاعه ويفتح له باب من قبره إلى النار – ثم إني هنا أخبرك في آخر هذه العجالة بما يستحقه من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقول العلامة المحقق القاضي عياض في كتابه الشفاء بتعريف حقوق المصطفى ج2 ص133 في بيان ما هو في حقه صلى الله عليه وسلم سب أو نقص من تعريض أو نص اعلم وفقني الله وإياك أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو عابه أو الحق به نقصا في نفسه او نسبه أو دينه أو خصلة من خصاله أو عرض به أو شبهه بشيء على طريق السب له أو الإزدراء به أو التصغير لشأنه أو الغض منه والعيب له فهو ساب له والحكم فيه حكم الساب يقتل كما سنبينه ولا نستثني فصلا من فصول هذا الباب على هذا المقصد ولا نمتري فيه تصريحا كان او تلويحا – وكذلك من لعنه أو دعا عليه أو تمنى مضرة له أو نسب إليه مالا يليق بمنصبه عن طريق الذم أو عبث في جهته العزيزة بسخف من الكلام وهجر ومنكر من القول وزور أو عيره بشيء من ما جرى من البلاء والمحنة عليه أو غمطه ببعض العوارض البشرية الجائزة والمعهودة لديه وهذا كله إجماع من العلماء وأئمة الفتوى من لدن الصحابة رضوان الله عليهم إلى هلم جرى قال أبو بكر ابن المنذر أجمع عوام أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يقتل وممن قال ذالك مالك ابن انس رضي الله عنه والليث واحمد وإسحاق وهو مذهب الشافعي وقال القاضي أبو الفضل وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ولا تقبل توبته عند هؤلاء  وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري وأهل الكوفة والأوزاعي إلى أن قال في الصفحة 133 ج2 من الشفاء وقال محمد ابن سحنون أجمع العلماء على أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم المتنقص له كافر والوعيد جار عليه بعذاب الله له وحكمه عند الأمة القتل ومن شك في كفره وعذابه كفر الصفحة 134 واحتج إبراهيم ابن حسين ابن خالد الفقيه في مثل هذا بقتل خالد ابن الوليد مالكا ابن نويرة لقوله عن النبي صلى الله عليه وسلم صاحبكم نفس المصدر والصفحة وفي المبسوط عن عثمان ابن كنانة من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل أو صلب حيا ولم يستتب والإمام مخير في قتله أو صلبه حيا ومن رواية أبي المصعب وابن أبي أويس سمعنا مالكا يقول من سب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو شتمه أو عابه أو تنقصه قتل مسلما كان أو كافرا ولا يستتاب وأخبر أصحاب مالك أنه قال من سب النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من النبيئين من مسلم أو كافر قتل ولم يستتب وقال أصبغ يقتل على كل حال أسر ذالك أو أظهره ولا يستتاب لأن توبته لا تعرف – إلى أن قال : و أفتى فقهاء القيروان و أصحاب سحنون بقتل إبراهيم الفزاري وكان شاعرا متفننا في كثير من العلوم وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبي العباس بن طالب للمناظرة فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الإستهزاء بالله وأنبيائه وبنبينا  صلى الله عليه وسلم فأحضر له القاضي يحي ابن عمر وغيره من الفقهاء وأمر بقتله وصلبه فطعن بالسكين وصلب منكسا ثم أنزل وأحرق بالنار وحكى بعض المؤرخين انه لما رفعت خشبته وزالت عنها الأيدي استدارت وحولته عن القبلة فكان آية للجميع وكبر الناس وجاء كلب فولغ في دمه فقال يحي ابن عمر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر حديثا عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يلغ الكلب في دم مسلم . نفس المصدر الصفحة 135 وقد روى البزار عن ابن عباس رضي الله عنه أن عقبة ابن أبي معيط نادى يا معاشر قريش مالي  أقتل من بينكم صبرا ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بكفرك وافترائك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ص137  . بعد هذه الأدلة كلها كتابا وسنة وإجماعا ما عليك الآن إلا أن تستعد لمصيرك ومصير سلفك الخاسر فأنت شر خلف لشر سلف قال تعالى ( إن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون) النمل 74 (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينفلبون ) الشعراء 227 . بعد أن بينت لك مصيرك ومصير قومك ومآلكم جميعا أقول لك إننا لكم بالمرصاد وسوف لم ولن نسكت عن كل ما من شأنه المس من ديننا ومقدساتنا لاسيما ما يخص الجانب العظيم المعظم جانب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي هو القمة عندنا وعند جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها – فاخسأ طريدا يا ملعون ويا مطرود ويا شقي في بطن أمه وصلب أبيه فالمسلمون قد جعلوا خطوطا حمراء دون كل مسلم فأحرى الصحابة فأحرى الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ). صدق الله العظيم --نقلا عن صحراء ميديا

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان