الإسلاميون... حماة الإسلام وحماة الديمقراطية/
الخميس, 01 أغسطس 2013 11:49

الأستاذ / خالد بن إسلم

الإسلام هو الدين الحق عند الله تعالى، قال سبحانه: "إن الدين عند الله الإسلام"، وقال عز وجل: "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".

والإسلام دين كامل وشامل، يدبر وينظم ويصلح شؤون الحياة كلها؛ "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين".الإسلام عقيدة وأخلاق وفكر، كما أنه شريعة وقانون وأحكام.

والإسلام جهاد وقوة ومقاومة، كما أنه رحمة وسماحة ورفق.

والإسلام علم وعبادة، كما أنه عمل ودعوة وتوجيه وإرشاد.فالإسلام هو الانقياد بمحبة ورهبة ويقين - لشريعة الله رب العالمين، وسنة رسوله الأمين، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- في جميع مجالات الحياة الفردية والأسرية والجماعية: "فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما".

والإسلاميون هم المسلمون الذين يفهمون الإسلام هذا الفهم الشامل المتوازن، ويدعون إليه، ويعملون جادين لإشاعته والعمل به وتحكيمه، حتى تنهض دولنا وأمتنا نهضة حقيقية يحكمها الإسلام ويقودها.

والإسلاميون –في أغلبهم- يقبلون التعامل مع حضارة الآخرين من غير المسلمين، ويستفيدون منها بدون أي حرج في حدود المحافظة على المفاهيم والأحكام الشرعية والهوية الحضارية الإسلامية المقدسة. فالإسلاميون مسلمون يعملون بالإسلام، ويدعون إلى الله وينشرون الدين، ويعلمونه للناس أينما كانوا، وحيثما حلوا، "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون".

والإسلاميون حماة الإسلام، وحراس العقيدة؛ لأنهم في مقدمة عمار المساجد وطلاب العلم، ومعلمي الناس الخير، إيمانا واحتسابا.

والإسلاميون حماة الإسلام لأنهم في مقدمة المبلغين والداعين إلى الإسلام، والمدافعين عنه في مختلف المجالس والمحافل والملتقيات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية.

والإسلاميون حماة الإسلام لأنهم في مقدمة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحافظين لحدود الله.

والإسلاميون حماة الإسلام لأنه يبنون المساجد ويعمرونها بالعبادة والعلم، والعمل والنصيحة لجميع المسلمين، حكامٍ ومحكومين.

والإسلاميون حماة الإسلام لأنهم يؤسسون المعاهد الشرعية والهيئات الخيرية، والجمعيات الثقافية والشبابية التي تهدف وتعمل كلها لخدمة الإسلام ونصرته، وخدمة المسلمين وتعليمهم وتوعيتهم، وتعزيز وحدتهم وتكافلهم وتعاونهم وتراحمهم.

والإسلاميون حماة الإسلام، لأنهم في مقدمة المنكرين للظلم والفساد، والمجاهدين للمفسدين والظالمين، من الكفرة والمنافقين والطغاة، "رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين"، "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار".

والإسلاميون حماة الإسلام؛ لأنهم يتحملون الأذى في سبيل الله ويصبرون على الحق ثابتين كالجبال الرواسي، رغم عظم البلاء، وقسوة التعذيب، وظلمة السجون، ووحشية الحكام المستبدين، ولنا في القادة الأبطال من الإسلاميين قدوة حسنة من أمثال الإمام الشهيد حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، والمفكر الشهيد سيد قطب، والداعية الفاضلة زينب الغزالي، والعالم الجليل الدكتور مصطفى السباعي، والعالم الشهيد الدكتور عبد الله عزام، والعالم الجليل عبد الحميد بن باديس، والعلامة المجاهد أبي الأعلى المودودي، والعلامة الجليل والمفكر الكبير أبي الحسن الندوي، والشيخ الداعية المجاهد عبد الحميد كشك، والقائد الشهيد أحمد ياسين، والعلامة المجاهد الثابت الدكتور يوسف القرضاوي، والشيخ الداعية الكبير محمد بن سيدي يحي والشيخ الداعية عبد العزيز سي، والعلامة الشاب المجاهد الصابر الشيخ محمد الحسن بن الددو، والمفكر المجاهد راشد الغنوشي، والعالم الداعية الجليل عبد السلام ياسين (مؤسس جماعة العدل والإحسان المغربية) والقائد المجاهد نجم الدين أربكان، وتلميذه النجيب الطيب أردوغان، وغيرهم كثير.... "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".

والإسلاميون حماة الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ لأن الإنسان يعظم شأن الحرية والكرامة الإنسانية، قال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، وقال سبحانه: "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون".

والإسلاميون حماة الديمقراطية الحقيقية لأن الإسلام عظم شأن الشورى الشرعية، وفرضها، وأمر بها رسله والصالحين من عباده، قال تعالى: "وأمرهم شورى بينهم"، وقال سبحانه: "وشاورهم في الأمر".

والديمقراطية كوسيلة سياسية وإدارية لمنع الظلم وكبح الاستبداد وللتناوب السلمي على السلطة، ومراقبة عمل الرئيس والحكومة، تشبه الشورى وتتقاطع معها دون أن تتطابقا.

والإسلاميون حماة الديمقراطية لأنهم في مقدمة المطالبين الثائرين والمضحين من أجل حرية وكرامة شعوبنا وأمتنا ولا أدل على ذلك من عطائهم المتواصل في الثورات العربية القائمة.

والإسلاميون حماة الديمقراطية؛ لأنهم أسسوا الأحزاب السياسية الإسلامية الملتزمة بالدفاع عن الإسلام، وعن حقوق الشعب وقضايا الأمة.

والإسلاميون حماة الديمقراطية؛ لأنهم شاركوا ويشاركون بمسؤولية وفعالية في كل العمليات الانتخابية والتي حققوا فيها نتائج باهرة، تدل على قوة صلتهم بهوية وهموم وطموحات شعوبهم، وعظم الآمال التي تعلقها عليهم.

والإسلاميون حماة الديمقراطية لأنهم وصلوا إلى الحكم بطريقة مدنية حضارية ملهمة، عبر صناديق الاقتراع، في كل من مصر وتونس وتركيا والمغرب... والبقية تأتي إن شاء الله.

والإسلاميون حماة الديمقراطية لأنهم قادة وحماة الثورات الشعبية، ثورات الحرية والكرامة التي أطاحت بكبار سدنة الظلم، وحماة العلمانية والفجور في العالم العربي والإسلامي من أمثال الطاغية العميل حسني مبارك، والطاغية الجهول زين العابدين بن علي، الطاغية البليد المتكبر معمر القذافي...

والإسلاميون حماة الديمقراطية وحقوق الإنسان لأنهم يتصدون الآن للثورات المضادة التي تقودها وتحركها القوى والحركات والأحزاب العلمانية (الرأسمالية والشيوعية والقومية) لسرقة الثورات العربية المباركة، ومحاولة العودة إلى أنظمة الجور والفجور التي لفظتها الشعوب وأسقطتها.

فالإسلاميون الآن خصوصا في مصر وتونس، يسطرون ملحمة جهادية رائعة، وحافلة بالصدق والتضحية، والمقاومة السلمية لإحباط وإفشال الثورات المضادة، والانقلابات العسكرية العلمانية الغربية الخليجية...

فالإسلاميون في مصر مثلا فازوا في جميع الانتخابات الديمقراطية التي أجريت في مصر بعد ثورة 25 يناير 2011 المجيدة إلا أن جميع قوى الظلم والاستبداد والفجور بما فيها من تدعي بأنها أحزاب علمانية ديمقراطية مدنية قد تحالفت مع قادة الجيش لإسقاط النظام الديمقراطي بأكمله، ومحاولة سرقة ثورة الشعب المصري، وإلغاء مشروع الدولة المدنية حقدا ومحاربة للإسلام والدعاة إلى الله الذين اختارهم الشعب بإرادته الحرة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

الإسلاميون حماة الديمقراطية لأنهم صادقون وجادون في ممارستهم ومشاركتهم في الديمقراطية وآلياتها المتنوعة.

الإسلاميون –من الإخوان المسلمين بل وحتى من السلفيين- كونوا أحزابا سياسية مؤسسية وشورية وديمقراطية أكثر نجاحا وعدلا ومدنية حتى من أقدم الأحزاب العلمانية والقومية في بلادنا.

- إن ما نشهده الآن من ثورات مضادة، وانقالابات علمانية عسكرية دموية ضد الإسلاميين وضد الديمقراطية وضد الثورات الشعبية الحرة لن يزيد الإسلاميين إلا إيمانا ويقينا بأنهم على الحق المبين وعلى الصراط المستقيم، وأنهم منصورون بعون الله؛ لأنهم فعلا دعاة الحق، وحماة الإسلام، وحماة الحرية والديمقراطية والثورة.

- "ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله"؛ "إنا كفيناك المستهزئين"؛ "وكان حقا علينا نصر المؤمنين"؛ "وقد خاب من حمل ظلما"؛ "ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون" ...و لو كره المجرمون.

نقلا عن الاخبار  

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان