السياسة ليست وسيلة هدم..ياقادة السياسة
الأحد, 10 فبراير 2013 12:37

بقلم/ حسني ولد شاش

     تحتاج موريتانيا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تكاتف جهود أبنائها بشتى ألوانهم وانتمائهم الفكري والحزبي، والابتعاد عن الأساليب التقليدية لبناء دولة عصرية قوية قائمة على الحرية والعدالة، وبدون تكاتف جهود الجميع ستظل موريتانيا في مؤخرة دول العالم أمنيا واقتصاديا وثقافيا وسياسيا، بل ستكون عرضة لكل المخاطر التي تهدد بقاء الكيانات الضعيفة إذ لا مكان للضعفاء في عالم اليوم.

   وليس ما نشاهد اليوم من تنافر وتباغض بين قادة الأحزاب والكتل السياسية إلا دليلا كافيا على هشاشة الوعي، وعدم الشعور بالمسئولية، وانعدام الروح الوطنية في أغلب رموز السياسة في هذا البلد، ولم يعد هذا محل خلاف، بل أصبح مسلكا لهؤلاء جميعا، الذين لا يسعون إلا في تحقيق مصالحهم الذاتية، أما مصالح الدولة فهذا لا يعنيهم مطلقا، ولا حتى يفكرون مستقبلا في وضع حد لهذا الأسلوب المتخلف الذي يعوق مسار نمو وازدهار هذا القطر العربي والإفريقي منذ استقلاله إلى يومنا هذا، ولا أظن أحدا ينفي ذلك، ولا أحدا يزعم غيره.     السياسة ليست وسيلة هدم يا قادة السياسة، بل هي وسيلة بناء.. وسيلة للوحدة والتآخي والتضامن، وسيلة للحوار الهادفة إلى أهداف منشودة.. وسيلة للنهوض بالدولة الموريتانية المعاصرة.. وسيلة للابتعاد عن أساليب عبادة الذات.. للابتعاد عن الكلام المبتذل.. وسيلة لحماية الوطن والمواطنين.. وسيلة للتناوب السلمي على السلطة.. وسيلة لاقناع الآخرين بما هو أحق وأقوم.. وسيلة لدفع الحجة بالحجة بعيدا عن المكابرة والعصيان.

    لم يعد نهجكم السياسي مقنعا، لأن الأسباب الدافعة إليه اختفت منذ سنين إلى غير رجعة، فلماذا كل هذا الضجيج الصاخب، ومن أجل ماذا؟؟؟.. أليست الديمقراطية كفيلة بجعلكم تهدؤون وتتهذبون.. لماذا أنتم غاضبون دائما؟ وجاحدون دائما وحاقدون دائما؟..لماذا لا تقتنعوا وتحمدوا الله وتشكروه على ما تنعم بلادكم اليوم فيه من عافية تحسد عليها، ومن نعيم؟ .. أليس هذا هو أهم شئ؟.. أم أنكم خلقت لتعكير الحياة على المواطنين السعداء.. أمركم عجيب أيها القادة فلا أحد منكم يترفع عن نهج الآخرين ليصغي ولو مرة واحدة إلى نداء الشعب عليه للكف عن تحريف الأشياء عن حقيقتها، إنكم في تماديكم الأعمى هذا تجنون على أنفسكم قبل الشعب ولا لشئ سوى أنكم تكرهون شخص الرجل الذي منحكم ما أنتم   فيه اليوم من حرية وطلاقة، وقد أعماكم حقدكم عليه حتى صرتم لا تبالون بما يهدد البلاد من خطر محدق بها، وكأنكم بلا شعور تجاه الأم الحنون.    

     منذ تولى الرئيس محمد ولد عبد العزيز قيادة البلاد ونحن نعيش حالة من الفوضى السياسية التي لا مبرر لها، وكأن مصائب الدنيا كلها جاءت مع مجيء هذا الرجل الذي هدم قلاع الكبت صباح 6 من أغسطس2008 وشيد مكانها فضاء رحبا للحرية والانفتاح.. جاء فاتحا للحرية أمام الراغبين في ركوبها على حسابه،  وكان بمقدوره أن ينتهج الأساليب القمعية التي كانت سائدة في العهود الماضية وهي أنجع الوسائل لفرض الطاعة لولي الأمر في زمن تعلمن إسلاميوه سياسيا وصار الدين في معتقدهم الحديث راحلة تشد إلى مرابع العصيان والثورة حيث تنشد الأهداف "الوهمية" في زمن (اللاقاعدة هي القاعدة الذهبية).. زمن القلوب المتحجرة، والأخلاق المتجمدة.

      وكأن موريتانيا في نظر هؤلاء خلقت لتكون مسرحا لفوضى السياسيين، ولا ينبغي أن يستقر لها حال مع طول الزمن، ولم يعد الشعب الموريتاني يطيق هذا السلوك الداعي إلى العنف والتفرقة، ولا يفتح قلبه ولا آذانه لخطب من يدعو بالباطل إلى الباطل سعيا منه لزرع الفتن بين مكونات المجتمع، الشعب الموريتاني اليوم يطمح لما يزيده تلاحما وتعاضدا، وينفر مما يباعد بينه اليوم وغدا، وأمله كبير في الحكم الحالي الذي حقق الكثير مما كان عصيا على التحقيق، ويقينه أنه سيحقق المزيد والمزيد في أسرع زمن ممكن وأقصر مدة ممكنة، الشعب الموريتاني اليوم سعيد بما هو فيه من أمن وأمان.. بما هو فيه من طمأنينة ورخاء..بما هو فيه من حرية وعدالة، ولن يصدق كلام من يحيك الكذب والشائعات لصنع الشعارات الملونة بالحقد والكراهية هدفا إلى تحقيق ثورة عرجاء لترحيل القائد الراسخ حبه في قلب الشعب الموريتاني.

 

رتل القرآن الكريم

إعلان

إعلان

فيديو

الجريدة

إعلان